فصل: سنة إحدى وتسعين ومائة وألف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» **


 سنة إحدى وتسعين ومائة وألف

فيها في أوائل شهر ربيع الأول ورد أغا من الديار الرومية بطلب عساكر لسفر العجم فاجتمع الأمـراء وتشـاوروا في ذلك فاتفق رأيهم على إحضار إبراهيم طنان فأحضروه من المحلة وقلدوه إمارة ذلك‏.‏

وفيها في أوائل شهر جمادى الأولى وقعت حادثة في طائفة المغاربة المجاورين بالجامع الأزهر وذلـك أنـه آل إليهـم مكان موقوف وحجد واضع اليد ذلك والتجأ إلى بعض الأمراء وكتبوا فتوى فـي شـأن ذلـك واختلفوا في ثبوت الوقف بالإشاعة ثم أقاموا الدعاوى في المحكمة وثبت الحق للمغاربة ووقع بينهم منازعات وعزلوا شيخهم وولوا آخر وكان المندفع في الخصومة واللسانة شيخـًا منهـم يسمـى الشيـخ عبـاس والأميـر الملتجـئ إليـه الخصـم يوسـف بـك فلمـا ترافعوا وظهر الحق علـى خلـاف غـرض الأميـر حنـق لذلك ونسبهم إلى ارتكاب الباطل فأرسل من طرفه منن يقبض على الشيخ عباس المذكور من بين المجاورين فطردوا المعينين وشتموهم وأخبروا الشيخ أحمد الدرديـر فكتـب مراسلـة إلـى يوسـف بـك تتضمـن عدم تعرضه لأهل العلم ومعاندة الحكم الشرعي وأرسلها صحبة الشيخ عبد الرحمن الفرنوي وآخرين فندما وصلوا إليه وأعطوه التذكرة نهرهم وأمر بالقبض عليهم وسجنهـم بالحبـس‏.‏

ووصـل الخبـر إلـى الشيـخ الدرديـر وأهـل الجامـع فاجتمعـوا فـي صبحها وأبطوا الدروس والآذان والصلوات وقفلوا أبواب الجامع وجلس المشايخ بالقبلة القديمة وطلـع الصغـار على المنارات يكثرون الصياح والدعاء على الأمراء‏.‏

وأغلق أهل الأسواق القريبة الحوانيت وبلغ الأمراء ذلك فأرسلوا إلى يوسف بك فأطلق المسجونين وأرسل إبراهيم بك من طرفـه إبراهيـم أغـا بيـت المـال فلـم يأخـذ جوابـًا وحضـر الأغا إلى الغورية ونزل هناك ونادى بالأمان وأمر بفتح الحوانيت فبلغ مجاوري المغاربة ذلك فذهب إليه طائفة منهم وتبعهم بعض العوام وبأيديهم العصي والمسلوق وضربوا أتباع الآغا ورجموه بالأحجار فركب عليهم وأشهر فيهـم السلاح هو ومماليكه فقتل من مجاوري المغاربة ثلاثة أنفار وانجرح منهم كذلـك ومـن العامـة‏.‏

وذهـب الآغـا ورجـع الفريـق الآخـر وبقـي الهرج إلى ثاني يوم فحضر اسمعيل بك والشيخ السادات وعلي أغا كتخدا الجاويشية ووفـي أوائلـه أيضـًا أحضـر مراد بك شخصًا يقال له سليمان كاشف من أتباع يوسف بك وضربه علقة بالنبابيت لسبب من الأسباب فحقدها عليه يوسف بك واستوحش من طرفه‏.‏

وفي ثاني عشر جمادى الثانية قبض الآغا على إنسان شريف من أولاد البلد يسمى حسن المدابغـي وضربـه حتـى مـات وسبـب ذلـك أنـه كـان فـي جملـة مـن خرج على الآغا بالغورية يوم فتنة الجامع وكان إنسانًا لا بأس به‏.‏

وفي ليلة الجمعة رابع عشر جمادى الثانية خرج اسمعيل بك جهة العادلية مغضبًا وسبب ذلك أن مراد بك زاد فـي العسـف والتعـدي خصوصـًا فـي طـرف اسمعيـل بـك وإبراهيـم بـك يسعـى بينهمـا فـي الصلـح واجتمعـوا فـي آخـر مجلـس عنـد إبراهيـم بـك فتكلـم اسمعيـل بك كلامًا مفحمًا وقال‏:‏ أنا تارك لكم مصر وإمارتها وجاعلكـم مثـل أولـادي ولا أريـد إلا المعيشـة وراحـة السـر وأنتـم لا تراعون لي حقًا وأمثال ذلك من الكلام‏.‏

فحضر في هذه الأيام إلى اسمعيل بك مركب غلال فأرسل مراد بك وأخذ ما فيها وعلم أن اسمعيل بك يغتاظ لذلك ثم اتفق مع بعض أغراضه أنهم يركبون من الغد إلى اسمعيل بك ويدخلون عليه في بيته ويقتلونه فعلم اسمعيل بك بذلك فركـب فـي الصباح وخرج إلى العادلية بعد أن عزل بيته وحريمه ليلًا وجلس بالأشبكية وركب مـراد بـك ذاهبـًا إلـى اسمعيـل بـك فوجـده قـد خـرج إلـى الأشبكيـة وكـان إبراهيم بك طلع إلى قصر حسـن أغـا فنزلـوا الأشرفيـة وأرسلـوا إلـى أهـل الجامـع تذكـرة بانفضاض الجمع وتمام المطلوب‏.‏

وكان ذلك عند الغروب فلـم يرضـوا بمجـرد الوعـد وطلبـوا الجامكية والجراية فركبوا ورجعوا وأصبح يوم الأربعاء والحال على ما هو عليه واسمعيل بك مظهر الاهتمام لنصرة أهل الأزهر فحضر مع الشيخ السادات وجلسوا بالجامع المؤيدي وأرسلوا للمشايخ تذكرة صحبة الشيخ إبراهيم السندوبي ملخصها أن اسمعيل بك تكفل بقضاء أشغال المشايـخ وقضـاء حوايجهـم وقبـول فتواهـم وصـرف جماكيهـم وجراياتهـم وذلـك بضمـان الشيخ السـادات لـه فلمـا حضر الشيخ إبراهيم بالتذكرة وقرأها الشيخ عبد الرحمن العريشي جهارًا وهو قائـم علـى أقدامـه‏.‏

فلمـا سمعوها أكثروا من الهرج واللغط وترددت الإرساليات والذهاب والمجيء بطـول النهـار ثـم اصطلحـوا وفتحـوا الجامـع فـي آخـر النهار وأرسلوا لهم في يوم الخميس جانبًا من دراهـم الجامكيـة‏.‏

ومـن جملـة مـا اشترطـوه فـي الصلـح عـدم مـرور الآغـا والوالـي والمحتسب من حارة الأزهـر وغيـر ذلـك شـروط لـم ينفـذ منهـا شـيء‏.‏

وعمـل إبراهيـم بـك ناظرًا على الجامع عوضًا عن الآغا وأرسل من طرفه جنديًا للمطبخ وسكن الاضطراب‏.‏

وبعد مضي أربعة أيام من هذه الحادثـة مـر الآغـا وبعـده الوالـي كذلـك فأرسـل المشايخ إلى إبراهيم بك يخبروه فقال‏:‏ إن الطريق يمر بها البر والفاجر ولا يستغني الحكام عن المرور‏.‏

وفـي أوائلـه أيضـًا أحضـر مراد بك شخصًا يقال له سليمان كاشف من أتباع يوسف بك وضربه بانفضاض الجمع وتمام المطلوب‏.‏

وكان ذلك عند الغروب فلـم يرضـوا بمجـرد الوعـد وطلبـوا الجامكية والجراية فركبوا ورجعوا وأصبح يوم الأربعاء والحال على ما هو عليه واسمعيل بك مظهر الاهتمام لنصرة أهل الأزهر فحضر مع الشيخ السادات وجلسوا بالجامع المؤيدي وأرسلوا للمشايخ تذكرة صحبة الشيخ إبراهيم السندوبي ملخصها أن اسمعيل بك تكفل بقضاء أشغال المشايـخ وقضـاء حوايجهـم وقبـول فتواهـم وصـرف جماكيهـم وجراياتهـم وذلـك بضمـان الشيخ السـادات لـه فلمـا حضر الشيخ إبراهيم بالتذكرة وقرأها الشيخ عبد الرحمن العريشي جهارًا وهو قائـم علـى أقدامـه‏.‏

فلمـا سمعوها أكثروا من الهرج واللغط وترددت الإرساليات والذهاب والمجيء بطـول النهـار ثـم اصطلحـوا وفتحـوا الجامـع فـي آخـر النهار وأرسلوا لهم في يوم الخميس جانبًا من دراهـم الجامكيـة‏.‏

ومـن جملـة مـا اشترطـوه فـي الصلـح عـدم مـرور الآغـا والوالـي والمحتسب من حارة الأزهـر وغيـر ذلـك شـروط لـم ينفـذ منهـا شـيء‏.‏

وعمـل إبراهيـم بـك ناظرًا على الجامع عوضًا عن الآغا وأرسل من طرفه جنديًا للمطبخ وسكن الاضطراب‏.‏

وبعد مضي أربعة أيام من هذه الحادثـة مـر الآغـا وبعـده الوالـي كذلـك فأرسـل المشايخ إلى إبراهيم بك يخبروه فقال‏:‏ إن الطريق يمر بها البر والفاجر ولا يستغني الحكام عن المرور‏.‏

العينـي فذهـب إلـى مـراد بـك ولمـا أشيـع خروج اسمعيل بك ركب يوسف بك وخرج غليه وتبعه محمد بك طبـل وحسـن بـك وإبراهيـم بـك طنـان وذو الفقـار بـك وغيرهـم‏.‏

ووصـل الخبـر إلـى إبراهيـم بك ومراد بك ومن انضم إليهم فركبوا وحضروا إلى القلعة وملكوا الأبـواب وامتلـأت الرميلـة والميـدان بعساكرهـم وصحبتهـم أحمـد بـك الكلارجـي ولاجيـن بـك وأيـوب بـك ورضوان بك وخليل بك ومصطفى بك واضطربت المدينة وأغلق الناس الدكاكين واستمروا على ذلك يوم السبت ويوم الأحد ويوم الاثنين ويوم الثلاثاء وتسحب من أهل القلعة جماعة خرجوا إلى اسمعيل بك ويوسـف بـك ومـن معهمـا وهـم اسمعيـل أغـا أخـو علي بك الغزاوي وأخوه سليم أغا وعبد الرحمن أغا أغات الينكجرية سابقًا فأرسل أهل القلعة إبراهيم أغا الوالي فجلس بباب النصر وأغلق البـاب ونـزل الباشـا إلـى بـاب العـزب‏.‏

فحضـر قاسـم كتخـدا عزبـان أمين البحرين وعبد الرحمن أغا وصحبتهم جماعة إلى باب النصر فأرسلوا إليهم طائفة من عسكر المغاربـة فضربـوا عليهـم بالرصاص وحمل عليهم الآخرون فشتتوهم ورجعوا إلى خلف وقتل من المغاربة أنفار وانجرح منهـم كذلـك وانتشـر البرانيـون حوالـي جهـات مصر وذهب منهم طائفة إلى جهة بولاق وفيهم محمد بك طبل فوجدوا طائفة من الكشاف والأجناد حضروا إلى بولاق لأجل العليق والتبن فوقعت بينهـم وقعـة فانهزموا إلى قصر عبد الرحمن كتخدا وأخذ أولئك العليق والتبن وطلع منهم طائفة إلى الجبل واشتد الحال وعظمت الفتنة فأراد الباشا إجراء الصلح فأرسل أيوب أغا ورجع بجواب عدم رضاهم بالصلح ثم أرسل إليهم أحمد جاويش المجنون فذهب ولم يرجع والتف عليهم فأرسل الباشا ولده وكتخداه سعيد بك مرارًا‏.‏

ثم دخل في يوم الأربعاء عبد الرحمن أغـا من باب النصر وشق من وسط المدينة وأمامه المنادي ينادي على الناس برفع بضائعهم من الحوانيـت فرفـع النـاس بواقـي بضائعهـم مـن الدكاكيـن ولـم يـزل سائـرًا حتـى وصل إلى باب زويلة ونزل بجامـع المؤيد وجلس به مقدار ساعتين ورتب عسكرًا هناك على السقائف والأسبلة ثم ركب راجعـًا وعـاد وصحبتـه إبراهيـم بك الطناني ومعهم عدة أجناد وعساكر وخرجوا من باب زويلة إلـى الـدرب الأحمـر إلـى جامـع المردانـي فجلسـوا عنـده إلـى بعـد الظهـر ثـم زحفـوا إلـى التبانـة إلـى قـرب المحجر وعملوا هناك متاريس ورتبوا بها جماعة وكذلك ناحية سويقة العزى فنزل إليهم جماعة من القلعة وتراموا بالرصاص وقطعوا الطرق على من بالقلعة إلى بعد العصر فنزل إليهم خيالة مدرعيـن فحمـل عليهـم عسكـر المغاربـة فوقـع منهـم أربعـة خيالـة وانجـرح لاجيـن بـك فحملـوه إلـى بيته في شنف وقتل أنفار من عسكر المغاربة وولى القلعاوية إلى جهة القلعة وبعد الغروب انفصل عنهم عسكر المغاربة ونكسوا أعلامهم وحضروا عند أجناسهم والتفوا عليهم ولاحت لوائح الخذلـان علـى مـن بالقلعـة ودخل عليهم الليل وانكف الفريقان‏.‏

وأصبح يوم الخميس فدخل الكثير من البرانيين إلـى المدينـة شيئـًا فشيئـًا وربطـوا فـي جميـع الجهـات حتـى انحصـروا بالقلعـة وأخـذوا ينقبـون عليهـم فلمـا شاهـدوا الغلـب فيهـم نزلـوا مـن بـاب الميـدان وذهبـوا جهـة البساتيـن إلى الصعيد فتخلف عنهم أحمد بك الكلارجي وأيوب بك وإبراهيم بك أوده باشه ولاجيـن بـك مجـروح وخـرج المتخلفـون إلـى اسمعيـل بـك ويوسـف بك وطلبوا منهما الأمان وانضموا إليهم‏.‏

وعندما أشيع نزول إبراهيم بك ومراد بك من القلعة هجم المراطبون بالمحجر وسوق السلاح على الرميلة ونهبوا خيامهم وعازقهم الذي بها وبالميدان حتى جمال الباشا وخيول الدلاة وذلك يوم الخميس قبل العصر بنصف ساعة فدخل اسمعيل بك ويوسف بك بعد العصر من ذلك اليوم من باب النصر وتوجهوا إلى بيوتهم وأصبح يوم الجمعة فشق عبد الرحمن أغا ونـادى بالأمـان والبيـع والشراء وراق الحال‏.‏

ولمـا كـان يـوم الأحـد ثاني عشرين جمادى الثانية طلعوا إلى الديون فخلع الباشا على اسمعيل بك ويوسف بك خلعتي سمور واستقر اسمعيل بك شيخ البلد ومدبر الدولة وقلدوا حسن بك الجداوي صنجقًا كما كان وكانت الصنجقية مرفوعة عنه من موت سيده علي بك وكذلك رضـوان بـك قرابـة علـي بـك قلـدوه صنجقيـة وقلدوا اسمعيل أغا أخا علي بك الغزاوي صنجقية أيضـًا وسكـن ببيـت إبراهيـم بك الكبير وقلدوا سليمان كاشف من أتباع يوسف بك وهو الذي كـان ضربه علقة مراد بك بالنبوت كما تقدم صنجقية ولقبه الناس أبا نبوت وقلدوا أيضًا سليم كاشف من أتباع اسمعيل بك صنجقية وقلدوا عبد الرحمن أغا أغاوية مستحفظان كما كان ومحمـد كاشف والي الشرطة‏.‏

وفي عشية ذلك اليوم أنزلوا سليمان أغا مستحفظان إلى بولاق وأنزلوه في مركب منفيًاإلى دمياط بعدما صودر في نحو أربعين ألف ريال‏.‏

وفي يوم الثلاثاء خامس عشرينه أنزلوا أيضًا سليمان كتخدا مستحفظان وعثمان كتخدا باش اختيـار مستحفظـان المعـروف بأبـي مسـاوق والأمير عبد الله أغا وأنزلوهم إلى المراكب ثم حصل عنهم العفو فردوهم إلى بيوتهم‏.‏

وفي ذلك اليوم طلعوا إلى الديوان فقلدوا ذا الفقار بك دفتردار عوضًا عن رضوان بك بلفيا وذلك بإشارة يوسف بك لكونه كان مع مراد بك وإبراهيم بك حتى أنه أراد أن يسلب نعمته فمنعه عنه اسمعيل بك‏.‏

وفي يوم الأربعاء ثاني شهر رجب حضر عند يوسف بك حسن بك الجداوي وصحبتـه اسمعيـل بـك الصغيـر وهـو أخـو علـي بك الغزاوي وسليم بك الاسمعيلي وعبد الرحمن بك العلوي فجلسـوا معـه ساعة لطيفة بالمقعد المطل على البركة فجلس حسن بك أمامه وكان جالسًا على الدكـة المرتفعـة عـن المرتبـة وجلـس تحت شماله على المرتبة اسمعيل بك الصغير وسليم بك وعبد الرحمن بك استمر واقفًا وحادثوه في شيء وتناجوا مع بعضهم وتأخـر عنهـم الواقفـون مـن المماليـك والأجناد فسحب عبد الرحمن بك النمشاة وضرب بها يوسف بك فأراد أن يهم قائمًا فـداس علـى ملوطـة اسمعيـل بـك فوقـع علـى ظهـره فنزلـوه عليـه بالسيوف وضربوا في وجوه الواقفين طلـق بـارود فهربـوا إلـى خلـف ونـزل الضاربـون من القيطون وركبوا وذهبوا إلى اسمعيل بك فركب فـي تلـك الساعة وطلع إلى القلعة وأرسل اسمعيل كتخدا عزبان إلى الباشا وكان بقصر العيني بقصـد التنـزه فركـب مـن هنـاك وطلع إلى القلعة وجلس بباب العزب صحبة اسمعيل بك فلما بلغ الأمـراء الذيـن هـم خشداشيـن يوسـف بـك ركبـوا وخرجـوا مـن المدينة وذهبوا إلى قبلي وهم أحمد بك الكلارجي وذو الفقار بك ورضوان بك الجرجاوي فركـب خلفهـم طائفـة فلـم يدركوهـم وأرسلـوا إلـى محمد بك طبل فكرنك في بيته ونصب له مدافع وأبى من الخروج لأنه صار من المذبذبيـن‏.‏

فلمـا وقـع منـه ذلـك ذهـب إليـه حسـن بـك سـوق السلـاح وأخـذه بالأمان إلى اسمعيل بك بعدمـا نـزل إلـى بيتـه فأمـره أن يأخـذه عنـده فـي بيته فلما أصبح استأذنه في زيارة الإمام الشافعي فأذن له فركب إلى جهة القرافة وذهب إلى جهة الصعيد‏.‏

وانقضت الفتنة ودفن يوسف بك‏.‏

وفـي يـوم الخميـس طلعـوا إلـى الديـوان فخلـع الباشـا علـى اسمعيـل بـك الكبير فروة سمور وأقره على مشيخـة ابلـد وقلدوا حسن بك قصبة رضوان إمارة الحج عوضًا عن يوسف بك وقلدوا عبد الرحمن بك العلوي صنجقًا كما كان وقلدوا إبراهيم أغا خازندار واسمعيل بك الذي زوجه ابنتـه صنجقيـة وتلقـب بإبراهيـم بـك قشطـة وسكـن ببيت محمد بك وقلدوا حسين أغا خازندار اسمعيل بك سابقًا صنجقية أيضًا وسكن ببيت أحمد بك الكلارجي وقلدوا كاشفين أيضًا لاسمعيـل بـك يسمـى كـل واحـد منهمـا بعثمـان صنجقيـن وسكن أحدهما ببيت مصطفى بك الذي كـان سكـن محمد بك طبل وهو على بركة الفيل حيث جامع أزبك اليوسفي وهو الذي يسمى بعثمـان بـك طبـل وعثمـان الثانـي وهو الذي لقب بقفا الثور وسكن ببيت ذي الفقار المقابل لبيت بلفيـا وقلـدوا علـي أغـا جوخـدار اسمعيـل بـك صنجقيـة أيضـًا وسكن ببيت مراد بك عند الكبش وهـو ببيـت صالـح بـك الكبيـر وكـان يسكنـه سليمـان بـك أبـو نبـوت اليوسفـي‏.‏

وأمـا بيـت يوسـف بك فسكـن بـه سليـم بـك وقلـدوا يوسـف أغـا مـن أتبـاع اسمعيـل بـك واليًا ونفوا أيوب بك وسليمان بك إلى المنصورة‏.‏

وفي صبحها يوم الجمعة رابع شهر رجب الفرد الموافق لرابع مسرى القبطي نودي بوفاء النيل ونـزل الباشـا صبـح يوم السبت وكسر السد على العادة وجرى الماء إلى الخليج وعاد الباشا إلى القلعة‏.‏

وفـي سابعـه اتفقـوا على إرسال تجريدة إلى الصعيد وسر عسكرها اسمعيل بك الصغير وعينوا للتوجه صحبته حسن بك الجداوي وإبراهيم بـك الطنانـي وسليـم بـك الطنانـي وسلـم بـك الاسمعيلـي وإبراهيـم بـك أوده باشا وحسن بك الشرقاوي المعروف بسوق السلاح وقاسم كتخدا عزبـان وعلـي أغـا المعمـار وكـان غائبـًا بالمنيـة فلما قبل الجماعة تخلص وترك أحواله وغلاله وحضر إلى مصر وصحبته طائفة من الهوارة والعربان فلما حضر أرادوا أن يقلدوه صنجقية فامتنع من ذلك وشرعوا في تشهيل التجريدة وطلبوا طلبًا عظيمًا وصرف الباشا ألف كيس من الخزينة لنفقـة العسكـر وخلعـوا على الهوارة ومشايخ العربان ووعدوهم بالخير‏.‏

وفيه جاءت الأخبار بأن علـي بـك السروجـي ساق خلف محمد بك طبل فلحقه عند مكان تجاه البدرشين واحتاط به العربان وقتلوا مماليكه وشرد من نجا منهم وتفرق ونهبوا ما معه وعروه وسلموه لكاشف هناك مـن أتبـاع اسمعيـل بـك فوقـع فـي عرضـه وعـرض مشايـخ البلـد فألبسـوه حوائـج وهربـوه وصحبته اثنان من الأجناد فلما حضر علي بك السروجي أخبره العرب بما حصـل فأخـذ ذلـك الكاشـف وحضر صحبته إلى اسمعيل بك فضرب الكاشف علقة ونفاه‏.‏

وفيه ورد الخبر أيضًا عن ذي الفقار بك بأن العرب عروه أيضـًا فهـرب فلحقـوه وأرادوا قتلـه فألقى نفسه في البحر بفرسه وغرق ومات‏.‏

وفي يوم الاثنين رابع عشر رجب برزت عساكر التجريدة إلى جهة البساتين‏.‏

وفي يوم الجمعة ثامن عشر رجب سافرت التجريدة برًا وبحرًا‏.‏

وفـي يـوم السبـت سادس عشرين رجب وصلت الأخبار بأن التجريدة تلاقت مع الأمراء القبالي ووقع بينهم معركة قوية فكانت الهزيمة على التجريدة‏.‏

فلما وصلت هذه الأخبار اضطرب اسمعيـل بك وتخبل غزله وكذلك أمراؤه ودخل في يومها الأجناد مشتتين مهزومين وكانت الوقعة يـوم الجمعـة فـي بياضـة مـن أعمـال الشـرق فكبسوهـم علـى حين غفلة وقت الفجر فركب علي أغا المعمار وقاسم كتخدا عزبان وإبراهيم بك طنان فحاربوا جهدهم فأصيب علي أغا وقاسم كتخـدا ووقعـت خيولهمـا وذلـك بعـد أن سـاق علـي أغا وصحبته رضوان أغا طنان وقصد مراد بك وضربه رضوان في وجهه بالسيف فلمحه خليل بك كوسه الإبراهيمي وضرب علي أغا بالقرابينـة فأصابتـه فـي عنقـه ووقـع فرسـه وسقـط ميتـًا‏.‏

فلمـا قتـل هذان الأميران ولي إبراهيم بك طنان فانهزم بقية الأمراء لأنه لم يكـن فيهـم أشجـع مـن هـؤلاء الثلاثـة وباقيهـم ليـس لـه دربـة فـي الحـرب وسر عسكر مقصوب ومريض واحتاط الأمراء القبليون بخيامهم وحملاتهم ومراكبهم بمـا فيهـا وكانـت نيفـًا وخمسمائـة مركـب وكان كبير العسكر في قنجة صغيرة فلما عاين الكسرة أسرع في الانحدار وكذلك بعض الأمراء انحدروا معه وباقيهم وصلوا في البر على هيئة شنيعة وكان اسمعيـل بـك بمصـر القديمـة ينتظـر أمـراء التجريـدة‏.‏

فلمـا حصـل ذلـك نـزل البـاش فـي يوم الأحد وخرج إلى الآثار وجلس مع الصنجق ونادوا بالنفير العام فخرج القاضي والمشايخ والتجار وأرباب الصنائـع والمغاربـة وأهل الحارات والعصب وغلقت الأسواق‏.‏

وخرج الناس في يوم الاثنين حتى ملأوا الفضاء فلما عاين ذلك اسمعيل بك وعلم أنك يحتاجون إلى مصروف ومأكل وأكثرهم فقراء وذلك غاية لا تدرك أشار على تجار المغاربة والأضاشات بالمكث ورجع بقية العامة وأرباب الحرف ومشايخ الأشاير والفقراء من أهل الزوايا والبيوت ووصل القبليون إلى حلوان وطمعوا في أخذ مصر بعد الكسرة قبل الاستعداد ثانيًا‏.‏

وفـي يـوم الاثنيـن أرسـل اسمعيل بك عدة من الأجناد وأصحبهم عسكر المغاربة ومعهم الجبخانة والمدافع فنصبوا المتاريس ما بين التبين وحلوان تجاه الأخصام وركب في ليلتها اسمعيل بك وأمراؤه وأجناده وأحضر الباشا قليون رومي من دمياط ورئيسه يسمى حسن الغاوي مشهور بمعرفة الحرب في البحر يشتمل ذلك القليون على خمسة وعشرين مدفعًا فأقلع به ليلًا تجاه العسكـر وارتفع حتى تجاوز مراكبهم وضرب بالمدافع على وطاقهم في البر وعلى مراكبهم في البحـر وسـاق جميع المراكب بما فيها ووقع المصاف واشتد الجلاد بين الفريقين فكان بينهم وقعة قوية وقتل فيها من أولئك رضوان بك الجرجاوي وخليل بك كوسه الإبراهيمـي وخازنـداره وكشاف وأجناد ووقعت على القبالي الهزيمة ولم يظهر مـراد بـك فـي هـذه المعركـة بسبـب جراحته‏.‏

ثـم هجمـوا علـى وطاقهـم وخيامهـم ونهبوهـا ونـزل محمـد بـك طبـل بفرسـه إلـى البحـر وغـرق ومـات‏.‏

ورجـع إبراهيـم بـك ومـراد بـك وهـو مجـروح ومصطفـى بـك وأحمد بك الكلارجي وأتباعهم وذهبـوا إلـى قبلـي وساقـوا خلفهم فلم يدركوهم‏.‏

ودخل اسمعيل بك والأمراء والأجناد والعسكر إلى مصر منصورين مؤيدين وكانت هذه النصرة بخلاف المظنون وكان رجوعهم يـوم الأربعـاء غرة شهر شعبان‏.‏

وفي ليلة السبت رابع شعبان حضر كاشف وصحبته جملة من المماليك وكان هذا الكاشف مأسورًا عند القبالي فلما انهزموا أذنوا له بالرجوع إلى بيته وانضـم إليـه عـدة مماليـك ماتـت أسيادهم فلما حضروا عند اسمعيل بك فرقهم على الأمراء‏.‏

وفـي سابعـه أحضـروا رمـة علـي أغـا المعمـار إلـى بيتـه فغسلـوه وكفنـوه وصلـوا عليـه فـي مشهد حافل ودفنوه بالقرافة‏.‏

وفيه تقلد حسن بك الجداوي ولاية جرجا وجاءت الأخبار بأن القبليين استقروا بشرق أولاد يحيى‏.‏

وفي أخر شعبان سافر حسن بك الجداوي إلى جرجا وصحبتـه كشـاف الولايـات وحكـام الأقاليم فضج لنزولهم ساحل البحر بسبب أخذهم المراكب‏.‏

وفي منتصف شهر رمضان ولدت امرأة مولودًا يشبه خلقة الفيل مثل وجهه وآذانه وله نابان خارجان من فمه وأبوه رجل جمال وامرأته لما رأت الفيل وكانت في أشهر وحامها نقلت شبهه في ولدها وأخذه الناس يفترجون عليه في البيوت والأزقة‏.‏

وفي يوم الجمعة تاسع عشرين شهر رمضان ركب أمراء اسمعيل بك وصناجقه وعساكره في آخـر الليـل واحتاطـوا ببيـت اسمعيـل بـك الصغيـر أخـي علـي بـك الغـزاوي فركـب فـي مماليكـه وخاصتـه وخرج من البيت فوجدوا الطرق كلها مسدودة بالعسكر والأجناد فدخل من عطفة الفرن يريد الفرار وخرج على جهة قنطرة عمر شاه فوجد العسكر والأجناد أماه وخلفه فصار يقاتلهم ويتخلـص منهـم مـن عطفـة إلـى عطفة حتى وصل إلى عطفة البيدق وأصيب بسيف على عاتقه وسقطت عمامته وصار مكشوف الرأس إلى أن وصل إلى تجاه درب عبد الحق بالأزبكيـة فلاقـاه عثمـان بـك أحـد صناجـق اسمعيـل بـك فـرده وسقـط واحتاطـوا بـه فنـزل علـى دكـان في أسوأ حال مكشوف الرأس والدم خارج من كركه فعصبوا رأسه بعمامة رجل جمال وأخذه عثمان بـك إلـى بيتـه وتركـه وذهـب إلـى سيـده فأخبـره فخلـع عليـه فروة وفرسًا مرختًا وأرسلوا إليه الوالي فخنقه ووضعوه في تابوت وأرسلوه إلى بيته الصغير فبات به ميتًا وأخرجوه في صبحها في مشهـد ودفنـوه‏.‏

وكـان اسمعيـل بـك قـد استوحش منه وظهر عليه في أحكامه وأوامره وكلما أبرم شيئًاعارضـه فيـه‏.‏

وازدحـم النـاس علـى بيتـه وأقبلـت إليه أرباب الخصومات والدعاوى وصار له عزوة كبيرة وانضم إليه كشاف واختيارية وحدثته نفسه بالانفراد وتخيل منه اسمعيل بك فتركه وما يفعله وأظهـر أنـه مرمـود فـي عينيـه وانقطـع بالحريـم مـن أول شهـر رمضـان ثـم سافـر فـي أواخـره فـي النيـل لزيـارة سيـدي أحمـد البدوي ثم رجع وبيت مع أتباعه ومن يثق به وقاموا عليه وقتلوا كما ذكر‏.‏

ولما انقضى أمره شرع اسمعيل بك في إبعاد ونفي من كان يلوذ به وينتمي إليه فأنزلوا إبراهيم بك بلفيا ومحمد أغا الترجمان وعلي كتخدا الفلاح وبعض كشاف إلى بولاق وأراد قتل أخيه سليم آغا المعروف بتمرلنك فاقتدى نفسه بثلاثين ألف ريال ثم نفوه ثالث شوال ونفي إبراهيم بك بلفيا إلى المحلة‏.‏

وفي تلك الأيام قرر اسمعيل بك على كل بلد من القرى ثلثمائة ريال وهي أول سيآته‏.‏

وفي يوم الأحد ثاني عشرين شوال عملوا موكب المحم وأمير الحاج حسن بك رضوان‏.‏

وفي يوم الخميس رابع ذي القعدة تقلد عبد الرحمن بك عثمان صنجقية وكانت مرفوعة عنه وكذلك علي بك‏.‏

وفي يوم الاثنين ثامنه سافرت تجريدة لجهة الصعية للأمراء القبالي لأنهم تقووا واستولوا على البلـاد وقبضـوا الخـراج وملكـوا مـن جرجـا إلـى فـوق وحسـن بك أمير الصعيد مقيم وليس فيه قدرة على مقاومتهم ومنعوا ورود الغلال حتى غلا سعرهـا فعينـوا لهـم التجريـدة وسـر عسكرهـا رضوان بك وعلي الجوخدار وسليم بك وإبراهيم بك طنان وحسن بك سوق السلاح‏.‏

وفـي يـوم الأحـد حـادي عشريـن القعدة خرج اسمعيل بك إلى ناحية دير الطين وعزم على التوجه إلى قبلي بنفسه وأرسل الباشا فرمانات لسائر الأمراء والجاقلية وأمرهم جميعًا بالسفر فخرجوا جميعًا ونصبوا وطاقاتهم عند المعادي ونزل الباشا وجلس بقصر العيني وطلبوا طلبًا عظيمًا‏.‏

وفي يوم الجمعة عدى اسمعيل بك إلى البر الثاني وترك بمصر عبد الرحمن أغا مستحفظان كتخدا ورضوان بك بلفيا وعثمان بك طبل وإبراهيم بك قشطة صهره وحسين بك ومقادم الأبـواب لحفـظ البلد فكان المقادم يدورون بالطوف في الجهات ليلًا ونهارًا مع هدوء سر الناس وسكون الحال في مدة غياب الجميع‏.‏

وفي سادس شهر الحجة وصلت مكاتبات من اسمعيل بك ومن الأمراء الذين بصحبته بأنهم وصلـوا إلـى المنيـة فلـم يجـدوا بهـا أحـدًا من القبليين وأنهم في أسيوط ومعهم اسمعيل أبو علي من كبار الهوارة‏.‏

وفي سابع عشره حضر الوجاقلية الذين كانوا بالتجريدة وحضر أيضًا أيوب أغا وكان عنـد القبالـي فحضـر عنـد اسمعيـل بـك بأمـان واستأذنـه فـي التوجـه إلـى بيتـه ليـرى عيالـه فأذن له وأرسله صحبة الوجاقلية وسبب رجوع الوجاقلية لما رأى اسمعيل بك بعد الأمـراء وأراد أن يذهـب خلفهم فأمرهم بالرجوع للتخفيف وانقضت هذه السنة‏.‏

من مات في هذه السنة من الأعيان مـات الشريـف الصالـح المرشـد الواصـل السيـد محمـد هاشم الأسيوطي ولد بأسيوط وبيتهم يعرف ببيت فاضل نشأ ببلده على قدم الخير والصلاح وحضر دروس الشيخ حسن الجديري ثم ورد إلى مصر فحضر دروس كل من الشيخ محمد البليدي والشيخ محمد الشماوي والشيخ عطية الأجهوري وأخذ الطريق على الشيخ عبد الوهاب العفيفـي وكـان منقطعـاص للعبـادة متقشفـًا متواضعًا وكان غالب جلوسـه بالأشرفيـة ومسجـد الشيـخ مطهـر‏.‏

وكـان لا يزاحـم النـاس ولا يداخلهم في أحوال دنياهم ولهم فيه اعتقاد عظيم ويذهبون لزيارته ويقتبسون مـن إشارتـه واستخارتـه ويتبركـون بأجازتـه فـي الـأوراد والأسمـاء‏.‏

ويسافـر لزيـارة سيـدي أحمد البدوي ثم يعود إلى خلوته وربما مكث عند بعـض اصدقائـه أيامـًا بقصـد البعـد عـن النـاس عندمـا يعلمـون استقراره بالخلوة ويزدحمون في بيته بالأزبكية وصلوا عليه بالأزهر ودفن بالمجاورين رحمه الله‏.‏

ومات الشيخ الإمام الأديب الفاضل الفقيه أحد العلماء الأعلام الشيخ محمد بن إبراهيم العوفي المالكي لازم الشمس الحفني وأخاه الشيخ يوسف وحضر دروس الشيخ علي العدوي والشيخ عيسى البراوي وأفتى ودرس‏.‏

وكان شافعي المذهب فسعى فيه جماعة عند الشيخ الحفني فأحضره وأثبت عليه بخطه ما نقل عنه فتوعده فلحق بالشيخ علي العدوي وانتقل لمذهب مالك وكان رحمه الله عالمًا محصلًا بحاثًا متفننًا غير عسر البديهة شاعرًا ماجنًا خليعًا ومع ذلك كانت حلقة درسه تزيد على الثلثمائة في الأزهر‏.‏

مات رحمه الله مفلوجًا وحين أصابه المرض رجع إلى مذهب الشافعي وقرأ ابن قاسم بمسجد قريب من منزله ويحمله الطلبة إلى المسجد فيقرأ وهو يتلعثم لتعقد لسانه بالفالج مع ما كان فيه من الفصاحة أولًا ثم برئ يسيرًا ولم يلبث أن عاوده المرض وتوفي إلى رحمة الله تعالى‏.‏ ومات